يا ليل حبيبى قد تاه عنى
قطعت دروب الأرض بحثا
وبين الأمواج شراعى نادت عليها
ووسط طيور الشوق جالت ظنونى
أنادى على من مر الحبيب بناظريه
سألت تحت كل حصاة فما مجيب
وعاد صدى صوتى يسألنى عليها
سهرت الليل التمس السماء لعل
دليل بين النجوم يرشدنى اليها
قد صرت أنيسا لساكنة الليالى
أسامرها وصار سكونها يبكى عليها
سألت فى البيداء ذرات الرمال
فقال الرمل صف لى من تبحث عليها
فقلت: هى أرق من همس النسيم
وأزكى من عطور الأرض عطرا
ترافقها طيور العشق دوما
وتحضنها الزنابق فى المساء
ويحذوا بدر السماء خطاها وصيفا
وتتبعها النجوم تقتبس من ضياها
وعطر الزهر من عرق كفيها
فقال الرمل: مهلا يافتى مهلا ثم مهلا
حبيبتك على رمالى قد تهادت خطاها
ولكن ياللأسى مرت رياح تعبث بحباتى
فضاع الأثر الذى يهديك اليها
ولكن يا فتى الم تسأل الريح يوما عليها؟
قل أنك بقلب الحبيبة مغرم وتبغى عونها
بحثت عن الرياح وصرت أسأل وأبحث
الى أن سمعت ولبت إحداها ندائى
الا يا ريح قولى بربك: هل معك آثار
لعطر حبيبتى يرشدنى اليها؟
فقال الريح: يا مغرم عليك من الحبيبة
الفى سلام وتلك وصيتها كانت اليك
لقد سكنت فى قلوب العاشقين هنا جميعا
ولكن أنت وحدك من يسكن فى هواها